الخميس، 26 مايو 2011

المستهبلات فى امها ” البنات والموبايل ” !!

زمان ونا فى المرحلة الجامعية ..فى النصف الثانى من تسعينات القرن العشرين ..كان يا ماكان ..واحد بزنس مان ابن جنيّة فى مصر..اكتشف اختراع هايل موجود فى اوروبا وامريكا من سنين واحنا نايمين فى الدرة..الموبايل !!
ايوة الموبايل !
 
هذا الجهاز التافه – تكنولوجيا – الموجود فى الغرب من باااااااااادرى…طق فى دماغ الراجل الملياردير..قام جاب الديب من ديله هو وواحد تانى – تقيل فى مصر برضة
 
دة توكيل ..ودة توكيل وقسمنا البلد نصين
دة موبينيل ..ودة فودافون – من الاخر- ماهياش فزورة اصلها !!
 
المهم
 
كان سعره فى الهاى هاى -2000جنيه وطالع !!
وبعدين واحدة واحدة ابتدى يرخص ..يرخص..لحد ما بقى ببلاش ..اقصد بتراب الفلوس !
100جنيه تجيب موبايل فلّه بينطق ويقول !
المسألة خدت ييجى 10سنين – من 1998وحتى 2008 عشان نوصل لمرحلة البلاط دى بالنسبة للاسعار
لكن وقتها – ايام ما كنت فى الجامعة – كان أملة ..ومحدش يقدر يمسكه غير الناس اللى فووووووووووق قوى قوى ! لكن دلوقتى بقى خلاص ..مع مقاطيع المجتمع وحثالات البشر !!!
ونجحت الحملة الاعلانية – اللى بتدّرس فى بعض كليات الاعلام لحد دلوقتى ..فعلا مش مبالغة –
حملة المحمول فى يد الجميع !!
 
البهوات والحراميّة..الرجالة والستات ..وحتى عيال الابتدائية ..الشيوخ والجدات ..حتى الباعة الجائلين ..اللى همّ رزق يوم بيوم ..بيطلعوا الاتوبيسات فى اليمين كرتونة البضاعة وفى الشمال موبايل !!
 
خلاص
 
فى مصر دلوقتى ..اللى ممعهوش موبايل ..زى الصعيدى اللى مابيدخنش أو اللى مفيش على وشه شنب !!..زى الشارع من غير عمود نور..زى العربية اللى من غير شكمان..زى الفلاح اللى معندوش حمار!!!
 
بقت مسألة حياتية استراتيجية تكتيكية استعباطية استهبالية على اعلى مستوى !!!
 
وبعد ما كان الموبايل ..يدوب تليفون لاسلكى وبس
بقى فيه كاميرا بتصور اللحظات السعيدة للى بنى ادم ..واللحظات النادرة فى حياته ..يعنى يكون ماشى ويقابل الفنانة تافها وهبى ولا انا دانا انا دندن ..ولا مروى تحرش ..ولا روبى بتاعت العجلة !!
او مثلا لو قابل سامبو زين ..او ريان يا فجل..او ماردونا النيل ..او بلاتينى السويس ..او بيليه سوهاج !!
او لو قابل الكاتب الفلتة ..او المذيع المعجزة ..أو …أو…..الى اخر نجوم المجتمع اللى بينورولنا حياتنا اللى غرقانة فى الضلمة !!
والموبايل بقى فيه راديو كمان – تقدر تسمع كل الاغانى الجديدة 24 ساعة ..وتعيش الحياة بنظرية الدنيا فرفشة نعنشة !!
 
والموبايل طبعا بقى ليه نغمات بولوبيف وبولوشيرت ..يعنى اللى يرن عليك تقدر رخم على جابوه باغنية بايخة او كوبليه يتعاد 18 مرة لحد ما ينسى هو كان متصل بمين !!
 
دة غير خاصية المولوتوف ..او المولوتوظ…اقصد البلوتوث ..اللى هو طريقة جديدة ع الزيرو يقدر بيعا الولد يظبّط البنات وهو مرمى مع شلة الهلس والدنس على اى كوفى شوب !
يبعت رسالة لكل اللى حواليه ..ميدو الرمّة…لحد ما ترد عليه كيكى التافهة ..ويشدوا حوار على الموبايل..وبعدين ..يلا بقينا صيّع ..اقصد اصحاب – بعد ما يتقابلوا فى كوفى شوب تانية !!
 
الغريب بقى
 
ان الموبايل بقى عنوان للطبقة الاجتماعية اللى انت فيها
وبقى عنوان على مستواك الحضارى ..بمعنى ..ياترى انت كول وستايل وروش طحن
ولا قفل وجلدة وايحة ومالكش فى التيتة !!!
تليفونك قديم وكسر ووشه كالح ..يبقى انت شرحه….ولا تليفونك رنته موضة وبيلعلط من الاكسسوار والدلع اللى انت حاطّه ؟!
وغنى عن الكلام ..ان تجارة الهوا فى مصر…او الكلام فى الهوا ..الموبايل بقت تجارة مربحةجدا
فبين كل محل موبايل وموبايل …محل موبايل !
وبين كل سنترال وسنترال…سنترال !
 
ونيجى بقى لموضوعنا – بعد المقدمة المملة اللى فاتت – اللى هو المستهبلات
اقصد البنات – احترم نفسك !
فمن الصعب جدا جدا جدا ان تجد بنت ليس فى شنطتها موبايل !
طب ونت ايه مشكلتك ؟؟؟ هو انت اللى بتدفع تمنه ؟؟!!!
لأ يا سيدى
اقولك مشكلته ايه …
مشكلته
ان انت تلاقى بنات فى ابتدائى واعدادى معاهم موبايلات !!!!!
بنوتة صغيرة فى حوش المدرسة وقت الفسحة ماسكة الموبايل وهاتك يا رغى
-         ماما…المدرس زعقلى وضربنى
-         انا هطيّن عيشته ..اسمه
-         استاذ كريم بتاع العلوم
-         ماشى ..انا هوريله شغله !..ها ..كلتى السندوتشات
-         اه بكلهم اهوة
 
واى كلام فارغ بيتقال ..ولما يتسرق الموبايل من المفعوصة دى ..تبقى مصيبة ..طيب ما تحموا اولادكم…ثم خلاص ..هى ّ حبكت تشوفى كلت السندوتشات ولا لأ !!!!
وكذلك بنات اعدادى وثانوى
هات يا رغى على ميعاد الدرس ..والابلة نجاة الرخمة بتاعت المواد الاجتماعية ..وشريط عمرو دياب الجديد..و…و…و
ونيجى بقى للمصيبة اللى بجد …بنات الجامعة !
مقاطع بلوتوث فاضحة على موبايلات بعض البنات …ومقاطع صوتية قذرة لتقليد الرؤساء والمطربين !…وارقام الشلة كلها – ييجى 30اسم بنات وصبيان – وهاتك يا رغى فى بدنجان اسود !…وادفع يابابا !
المشكلة الاسود – من السواد
فين الاب ..ولا الام اللى عارف محتوى موبايل بنته !..طالما جابه واديهولها !!
وبلاش بقى الاجابة اياها ..بتاعت بنتى ونا واثق فيها !!!
بأمارة الاس ام اسسز sms- اللى مغرقة قناة ميلوطى هلس  ومزّيكا وغيرها من القنوات السافلة !!
وصلت المهزلة
ان بقى فيه فضائيات على النايل سات والعرب سات - للرسائل التلفونية فقط !!
مطلقة من مصر – 39 سنة – تبحث عن مغفل جديد
انسه من سوريا – ملفوفة القوام – تبحث عن زوج ..ثرى ..وسيم ..ابيض ..وصوته حنيّن !!!
لبنانية – للصداقة الجادة !!
مغربية – تبحث عن عمل
و…و…و..و
واشياء يعف القلم عن كتابتها !!
الموبايل – يا كل اب ويا كل ام – ليس عليه رقابة من اى نوع !!
يا ترى عارفين بناتكم بيكلموا مين ..وبيسمعوا ايه على الموبايل …وبيشوفوا ايه على الموبايل ؟؟؟؟
حد فيكم عارف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الارقام اللى مكتوبة وقدامها رشا وريهام ونورهان وسارة …و.و..و…و
يا ترى فعلا هم دول …ولا الاسماء الحقيقية ادهم ومحمد ومحمود وكريم ..وتنتاشر الف ولد ما تعرفش عنهم اى حاجة ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
وبعدين ..حاجة اخيرة
الناس اللى بتتصور على الموبايلات – براحتها – وهى مش واخدة بالها
يعنى البنت اللى بترقص فى فرح والدنيا كلها بتصورها بالموبايل كاميرا …ما تزعليش لو لقيتى نفسك منوّرة على اليوتيوب ولا على اى سايت على النت !!!
يلى بتقلعى هدومك قدام صاحبتك وهى بتصورك عادى !! افتكرى الفنانة د-س-غ اللى العالم كله شافها !!
يلى بتعملى حاجة خاصة جدا – ايا كان نوعها فى البيت !- حذارى من تصويرك بالموبايل …يمكن تتطلقى …حتتبهدلى ساعتها !!
يلى بتقولى كلام خارج او مش خارج – مع اللى بيأفلم عليكى باسم الحب والغرام فى الموبايل – لو سجّلك يا حلوة …يبقى كل سنة ونتى طيبة !!!
يبقى الاحسن
نتقى الله
وان احنا نحترم اهلنا والناس اللى وثقت فينا – اما بالنسبة للاهل ..
فنفسى
الاقى الاب اللى بيفتش وبيدور وما تفوتهوش الفايتة !
لكن انا واثق فى بناتى والتخلف دة ..فسامحنى …أمّن ولا تخوّن ..
اعملوا اللى بقوله من غير ما اولادكم يعرفوا ..عشان الثقة ما تتهزش ..ساعتها اى مصيبة هتتلحق قبل ما تكبر وتبقى كارثة
قبل ما يبقى فيه جواز عرفى …و..تشويه سمعة …و.و.و.و.
فالوقاية
افضل مليون مرة …….من العلاج !!!
 
والى لقاء
عادل حجازى
13-4-2008

الاثنين، 23 مايو 2011

المستهبلات فى امّها ( المائصات !!! )

المستهبلات فى امّها ( المائصات !!! )

كتبهاعادل حجازى ، في 17 مارس 2008 الساعة: 18:27 م


 
بحثت فى معاجم اللغة العربية عن اصل كلمة مايصة .. ملقيتلهاش اى اساس
قلت مش مهم… يمكن متحورة عن الفارسية ولا التركية ولا غيرها
لكن نمشّيها مع بعض – على سبيل اهو كلام ابن خالة حديت –
 
ماص الرجل مياصةًًٌ فهو مايص اى مائص !!……..وهى مائصة…….وهم مائصون- غير نائصون-………وهن مائصات مائعات متدنجلات واخيرا…متستهبلات !!!!!!!
 
والمياصة يا اخوان هى الدلع المرء….الماسخ..اللى ملهشى عازة
 
الدلع الاسود..اللى هو المرقعة والاستعباط اللى من بلاده
 
دلع الفلاحة لما تقول شاليموه ..ودلع بنت الريف لما تقول ( دة بنى ادم اوفر) ودة موبايل مش ستايل !
..ودلع بنات الصعايدة لما تقول البوم اليسا مش جامد..وحازم امام امّور اوى
 
ودلع بنات مصر كلّهم لما يقلبوا الصاد سين والقاف كاف
 
ممكن اعرف شارع سلاح سالم من مدينة نسر فين ؟؟ و مسر بقت بلد درجة تاسعة مش من دمن – ضمن – الامم ولا ليها زكر ع الخريتة.. وسلامتها يا رقة !!
 
البنات اللى بيحاولوا يقلدوا طريقة طنط ماجدة الصباحى …وهى بتستموّت وهى بتقول لشكرى سرحان ….ولا رشدى اباظة….ممتوووووووووح…يا ممتووووح !!
 
او سهوكة هند رستم ..او سهتنة داليا البحيرى…او الست سمية الخشاب فى فيلم بحبك ونا كمان
 
المستهبلات فى امها عايشين فى دور انا باكل رقاق كتير قوى  يا جماعة !!!
 
بسكوتات قوى المضروبين فى بطنهم !
 
فتافيت سكر قوى المهروشين فى عقلهم !!!
 
نفسهم يبقوا ستايل راقية ابراهيم ولا ليلى مراد -  الرقة اللى بجد - بس بتقلب معاهم بالنماذج المشوهة اللى شايفينها ليل نهار فى التليفزيون
 
يا حلوين
 
دول ستات عمرهم ما سمعوا اكتر من كلمة حمار فى حياتهم
 
عمرهم ما ركبوا مواصلات وشافوا وسمعوا اللى بيحصل فيها
 
عمرهم ما مشيوا زيكم فى الشوارع والميادين
 
ماغسلوش مواعين..ولا مسحوا بلاط..ولاقشروا بصلة..لا نشروا الغسيل فى البلكونة
 
ولا وقفوا فى طابور من اى نوع..
 
دول ….موضوع تانى !!!
 
وعلى فكرة انتوا احسن مش همّا
بس خليكوا على طبيعتكو..وبلاش مياصة فى الكلام
 
لا هو حلال
ولا حتى لايق عليكم
…………………
 
عادل حجازى

الاثنين، 16 مايو 2011

المستهبلات فى امها " اليويو " !!


اليويو
هو لعبة صغيرة وممتعة ومشهورة بين الأولاد في كل العالم. يتكوّن ليويو من قطعتين دائريتين (من الخشب أو المعدن أو البلاستيك) وقطعة واحدة طويلة من الخيط.
 120921
 
 
يضع مستعمل اليويو طرف الخيط على إصبعه ويقذف اليويو نحو الأرض. القطعتانالدائرتان تدوران على طرف الخيط الآخر. ثم اليويو يعود إلى يد
الشخص الذي قذفه
120921 
 
 
المهم ان هذه الكرة المطاطية – أو ايّا ما كانت مادة تصنيعها – تتذبذب وتتأرجح من اعلى الى اسفل ومن اسفل الى اعلى ….من العلو الى الانحطاط ….ومن الارض الى السماء والعكس بالعكس !!!
 
طب ايه علاقة اليويو بالبنات ؟؟؟!!!
 
علاقة وثيقة جدا (ببعض ) البنات مش ( الكل ) طبعا …بكل تأكيد .
 
فيه بنات زيّها زى اليويو !
 
حبّة فوق ..وحبّة تحت …على رأى الفيلسوف العملاق احمد بن عدوية !!
 
شويّة
 …. حجاب وحضور دروس دينية وحفظ قرآن وماشية مع بنات زى الورد ..وعمّاله تزيد وتعلى يوم بعد يوم …ومفيش اختلاط اهبل …ولا مصاحبة …ولا كلام سافل وضيع …ولا غيبة …ولا نميمة….وحاجة زى النسمة فى البيت …ايدها بايد مامتها فى كل حاجة ..وملهاش صوت …وحاضر يا ست الكل…ومن عينى يابابا …وحاجة آخر عظمة ..بلسم…دوا…شفا….حاجة تتحط على الجرح يطيب !!!!
 
وشويّة ..
مفيش لا حجاب ولا غيره …مكياج ( راجع ادراج المتمكيجات ..جه منّه سؤالين السنة اللى فاتت !!)…ومحزّق وملزّق ( راجع ادراج بناطيل البنات …عشان حييجى فى الامتحان آخر السنة دى !!!)…..ومياعة ومياصة ( راجع ادراج المائصات ..برضو يمكن ييجى منّه سؤال فى الامتحان !!!!)…..واختلاط اهبل مع كل من هب ودب …الصايع والمؤدب …ولاد الناس ..وولاد ال…..ولا بلاش ! ومشاوير غبرة من ورا الاهل …ومصاحبة …واخلاق زى الزفت …غيبة ..ونميمة …وفشل فى التعليم .. وكل يوم نجرّب ونروّش فى حاجة جديدة مع الشلة
 
سجاير…ممكن
 
شتايم بالاب والام زى الولاد ما بيعملوا…ممكن برضو
 
كلام سافل ومواضيع من اياها ..ونكت من اياها …ووصل الامر الى سيديهات من اياها ..ممكن جداجدا ( ما تبقيش لخمة ودقة قديمة …البنت لازم تعرف كل حاجة !!)
 
وفى البيت …مفيش احترام للاب وللام ..فى وجودهم ..وفى غيابهم …ولا نعم ..ولا حاضر..ولا مساعدة من اى نوع فى اعمال المنزل …عشان انا ورايا مذاكرة ( قصدها شات ع النت ..وقراية مجلات تافهة )…او عشان انا تعبانة ياماما ( قصدها رجلى متكسّرة من كتر المشى مع الهفأ اللى بتتضحك عليه أو بيضحك عليها ما تفرقش !!)
 
وحاجة ايه …اخر قرف …حاجة كدة …تتحط على الجرح يهيج !!!!
 
النهاردة مثلا ..قابلت نموذج مثالى للبنت اليويو !!
 
فى ميكروباص ..المقعد الخلفى الاخير…كنا تلاتة !!!
 
انا ..وولد من ابو تي شيرت كاشش ..يعنى يدوب على نص البطن ..بشرط انه اول ما يوّطى يجيب حاجة من على الارض ..التى شيرت يترفع لفوق ويبيّن البوكسر الملوّن اللى تحت البنطلون الساقط !!!….بيسمّوه   (low waist )   يعنى الوسط المنخفض …او الساقط….زى صاحبه !!!!….وجنب منّه بنت لابسة اسدال !!
 
حاجة عظمة اهوه …اسدال…يعنى زى اسلامى فضفاض واسع لا يصف ولا يشف …تمام قوى !
اللى مش تمام بقى …الحوار اللى كان بين  جوزين الكناريا اللى مكمّلوش العشرين ربيعا !!!
 
-         انتى كل اصحابك ولاد ؟؟؟!!!
-         آه ..لأن بصراحة البنات ما بيخدموش …أندال ( يا حرام ! )
-    ايوة بس دة مش طبيعى .. ( يا واد يا طبيعى !!) المفروض ان انتى بنت يعنى ترتاحى اكتر لصحوبية البنات ( يا سلام ياض يافيلسوف !…شكلك قارى مجلة ميكى ع الصبح !! ) !!
-         المفروض ..بس من ايام الابتدائى ونا مجرّبة البنات ..دايما بيستندلوا ! ( آه..ياجبابرة !!)
-         اوكى ..بس غريبة شويّة ( راسى قوى وعاقل قوى يا فوفو !!)
-         تعرف امبارح ونت بتكلمنى على الموبايل ..كنت بملى البانيو ميه سخنة ( طب وحنا مال ابونا ؟!!!!)
-         معقولة ؟ ( ياض يا مندهش !!)
-         كنت قافلة باب الحمّام …وماما عمّاله تقولى خلّصى بقى ( خلصت روحك يا بعيدة !!)
-         ونا اقول برضو ( تقول ايه يا فوفو ..دنت مش عارف تقول كلمتين من الصبح !!!)
-    وبعدين لما خرجت ما كنتش عايزة انام جنب ماما…حاكم بابا…بيحب ينام فى الصالة تحت المروحة ..واخواتى بيرفصوا وهم نايمين !…فجابولى سرير صغير عشان انام فيه…لقيت ماما بتقول تنامى جنبى …وكل شوية اقوم من جنبها عشان اكلمك فى الموبايل !!! المشكلة كلما  ماما تقوم ما تلاقينيش ..اقولّها كنت فى الحمّام .هاهاهاها ( خفيفة قوى المضروبة !!)
 
الغريب بقى
 
واحدة لابسة ( اسدال ) وبتقول لولد.. حمام وسريرى و..و.. يبقى ايه النظام ؟؟؟؟!!!!
 
يا هبلة ….يا بتستهبل !! ونا اختار انها بتستهبل !!
 
طب الشاطرة – والشاطر باللغة العربية الفصحى معناه اللص !-
الشاطرة دى لابسة الاسدال ليه ؟….طالما انها مقضّياها ..والمكياج اللى على وشها معناه انها ما بتصلّيش اساسا !…لأنها لو حتتوضى يبقى المكياج حيروح …وطالما مكياجها ماراحش …يبقى ما بتتوضاش ..يعنى ما بتصلّيش !!
 
يبقى لابساه لسبب من تلاتة
 
ابوها اصر عليه – غصب عنها يعنى !
أو عشان تتجوز ..على اساس ان الشباب كله بيقول انه بيبحث عن زوجة متدينة ..واهوه…اسدال..يعنى تدين !!
أو عشان شعرها وحش !!!!!!!!!!
 
وقبل ما حد عبقرى يتهمنى انى ضد الاسدال او الحجاب او النقاب يقرا ادراجى تحت ( عنوان المناهضات للحجاب )
 
فالزى الاسلامى هو اشرف واطهر وازكى زى للبنت – دون نقاش !
 
المؤلم
 
ان يندرج تحت لواءه من لا يفهم معناه ..ولا يقدّر وقاره ..ولا يشعر بعظمته !!
ولكنها نماذج اشبه باليويو !!
 
عين فى الالتزام والاحترام والاحتشام والتدين !
وعين فى الترويش والانفلات والموضة ..وكل الناس كدة !!
 
شوية فى اعلى سموات الفضيلة …وشوية فى سابع ارض المعصية !!!
 
وهذه المرجحة – من التأرجح – الفكرية والشعورية والسلوكية …نشاهدها فى عشرات السلوكيات الصغيرة والكبيرة فى مجتمعاتنا !
 
فنانة تلبس الحجاب وتقلعه !
 
وبنات مذبذبة بين تقليد بنات الطبقة الهاى كلاس – اللى هم اساسا ماشيين ورا امريكا واوربا فى كل تقاليعهم وافكارهم ..الا من رحم ربى – وبين واقعهم الذين يعيشونه …امهات بسطاء فى الزى وفى السلوك …عايشين بنظرية  ايّام وبتعدّى !
تناقضات مريضة بين الواقع – اللى البنت مزروعة فيه - وبين الوهم اللى بيطاردها فى التليفزيون وقنوات الفيديو كليب والجرايد والمجلات بروعة الحياة على الطريقة الامريكية
 
البوى فريند
والشات
والموبايل
والام بى ثرى اللى مابيفارقش الودن
والهوس بعالم الفن والفنانين
والعيش 24ساعة على مبدأ الامريكان
Life is too short!!
كل الاهتمام بمجال الحس والحواس والغرائز !
ان يصبح الخروج الى كنتاكى وماكدونالدز اهم وامتع من الذهاب الى المسجد !
ان تصبح قاعة السينما أو المسرح ( اهم ) من قاعة العلم والدراسة !
ان يصبح الانترنت الصديق الاوفى والاصدق للانسان !
ان تصبح لغة (الصورة ) هى الاهم والاجدى من لغة (السطور ) المكتوبة فى كتاب او صحيفة !
ان تصبح الحياة الزوجية (قيد) ثقيل يأباه الانسان ( الذكى ) على نفسه !!
ان تصبح نظرية (النفعية ) هى المسيطرة على كل المعاملات ..او ما يعرف بالبراجماتية ..فكل ما هو نافع مباح….بغض النظر عن اخلاقيته !!
 
الى عشرات الافكار التى يعلمها الجميع …والتى يروّج لها السفهاء منا بعلم او دون علم !
 
ولتعى كل فتاة هذه الآيات الكريمة جيدا
 
“”" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) “”
سورة النساء
 
فهذه الذبذبة ( المخيفة ) قد تجعل الفتاة فى النهاية من الفئة التى يصفها المولى عزّوجل بالنفاق
 
لا الى هؤلاء – اى المؤمنين …..ولا الى هؤلاء اى الكافرين – والعياذ بالله
 
ومعلوم ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار …فهل تقبل (عاقلة ) هذا المصير لنفسها …وهل يقبل كل اب أو ام هذا المصير لابنته ؟؟؟؟
 
هدى الله الجميع ..ورحمنا برحمته ..وهدانا الى صراطه المستقيم ..اللهم آمين .
 
 
والى لقاء – باذن الله
 
عادل حجازى
Acc_adelhegazy@yahoo.com

الأحد، 15 مايو 2011

شيل فرعونك ....( شعر عاميّة )



قبل اللُقمة ..وقبل الهِدْمة ..

امسك كل ولاد الهِرْمة !

قبل المتعة ..وقبل اللذّة ..

لازم تعرف معنى العِزّة .

قبل ما تعمل مرّة دماغ ..

شوف مين باع اعمارنا بصاغ .

قبل ما تضحك جوّه السيما ..

اُرْفُضْ انّك تبقى غَنيمة .

قبل ما تيجي وتمشي وتفرح ..

لازم تنسف..لازم تدبح  !!!



شوف كده فكّر…ايه الفرق ..

بين الانسان وجميع الخَلْق

صحصح فُوق..اعلى لفوق

موش هاتعيش عمرك مسروق !

صحصح فُوق ..ربّك فوق

ما بيرضاش ظُلم لمخلوق .


ياللي بتلعن فى الهتّيفة

مهما تكون النيّة نضيفة

مانت َ هَتفت سنين للكورة

مع انّك كومبارس الصورة !

ياللى رَقصت كتير فى استاد

اهتف مرّة …ضدّ فساد
لا احنا عبيد …ولا هُمْ اسياد

شيل فرعونك ذي الاوتاد !



قبل التوهة ..وقبل الغَرْقة

اخرس خالص لو موش فارقة

سيب الناس الفارقة معاها

اللي بتزرع  بور ..بدماها

اللي بتهدم جبل الباطل

وتنوّر بالحق سماها  


ياللى بتلعن ناس فى ( ميدان )

انت ضعيف ومريض وجبان !

ياللى بتلعن ناس فى ( ميدان )

انت عبيط وفقير ومُهان !


لا احنا عبيد …ولا هُمْ اسياد

شيل فرعونك ذي الاوتاد !

قوم هيلا هيلا ..وشيل الشيلة

لِمّ الناس والبيت والعيلة

قرّب منّى ..تعالى يا خويا

ناخد تار ..امّك وابويا

عارفك طيّب..بس غّشاوة

تلاتين سنة عايشين فى غباوة !

شوف كده فكّر…ايه الفرق ..

بين الانسان وجميع الخَلْق

صحصح فُوق..اعلى لفوق

موش هاتعيش عمرك مسروق !

صحصح فُوق ..ربّك فوق

ما بيرضاش ظُلم لمخلوق .



عادل حجازى

الخميس، 12 مايو 2011

المستهبلات فى امها " الفرقع لوزات " !!


الفرقع لوزأو - Click Beetle  -اىّ خدمة !!أحد أنواع الخنافس من رتبة الحشرات غمدية الأجنحة، وهيتقوم بالدفاع عن نفسها من أي عدو خارجي عن طريق التظاهر بالموت، فهي تسقط على الأرضكما لو كانت في حالة إغماء وتظل لعدة ثواني مستلقية على ظهرها بلا حراك،وفجأة تثب وثبة سريعة عالية في الهواء في محاولة للابتعاد عن مكان الخطر، محدثةصوتًا مميزًا يُسمّى بالفرقعةويقول علماء الحشرات: إن مكمن هذا الصوت يأتي من شوكة أسفل الحلقة الصدرية الثانيةوالتي تظل ساكنة في تجويفها حينما تكون الحشرة في وضع سكون، وفي أثناء وثبة فرقعلوز تسحب الشوكة من تجويفها فتسبب بذلك ارتطام الجناحين الأماميين للجسم لسطحالأرض، يساعدها هذا الارتطام على حركتها السريعة الرشيقة !!!!
 
 794ima
 
 
 
 
ودة طب وايه العلاقة بينها وبين المستهبلات ؟؟!!!!!
 
يووووووووووووه………علاقة وثيقة جدا !
 
انت شفت النطّة أو القفزة أو الوثبة العالية دى اللى بتعملها الفرقع لوزات – جمع الفرقع لوز !- فيه جمع كده بالذمة ؟؟!!…..النطّة دى هى مربط الفرس !
 
اقصد موضوع التشابه الاعظم !!
 
فالفرقع لوزات تنط من مكان الى مكان – وعلى فكرة كلمة تنط لغة عربية فصحى ..ارجع للمعاجم واتأكد !- وكذلك المستهبلات فى امها
 
تنط من مكان الى مكان …عمّال على بطّال…فى الفاضية وفى المليانة !!
 
صنف مسكين من النساء ليس له طاقة على الجلوس !!
 
صنف غريب من الاناث عندهن المقدرة الفذة على التنقل من بقعة الى بقعة ..ومن رقعة الى رقعة …ومن هنا الى هناك …ومن هناك الى هنا …حاجة تروش بجد !!
 
حالة ديناميكية ديالكتيكية جهنمية استوائية انترناشونالية امبيرالية راديكالية مصطنعة مفتعلة منخفضة مشتعلة منبعجة مرتفعة - ها….تعبت ولا لسّه ؟؟!!
 
انا عن نفسى ابتديت انهج ونفسى يتحشرج من الوصف بس !!
 
ففى مجتمعنا المصرى العزيز ..تكاد تشعر بأن الناس كلها بدون بيوت !
الشوارع لا تخلو ابدا من المتسكّعين والمتسكّعات…والمطاعم بجميع انواعها كامل العدد….والكوفى شوبّات …والكازينوهات…والاماكن الترفيهية العامة …حتى السيرك القومى كامل العدد !!
موضوعى هنا فقط عن المستهبلات – وليس المستهبلين …خلّيهم بعدين !- ليه كمية البنات الرهيبة دى فى الشوارع ؟؟!!
 
بيعملوا ايه ؟؟؟
 
بياخدوا دروس ومجموعات كل يوم..لو كان تلامذة !
ماشى !
 
بس كل دى دروس ؟؟!!
 
ما هو مفيش تعليم فى المدارس …انت مش من هنا ولا ايه ؟؟!
 
لا يا سيدى من هنا …مش تايوانى ولا موزمبيقى …بس الدروس لحد 10و11و12مساءا كمان وكل يوم  ؟؟!!!
 
يا عم بطّل تخلف بقى !…ايه 10و11مساءا …البنت زى الولد..ماهياش كمالة عدد..ثم الشوارع زى الفل ..امان وحنان …مفيش حاجة تخوّف !!
 
طب يا اخواناّ البنات دى مستواها التعليمى بعافية برضو …ومصاحبين زمايل (صيّع ) صغيرين ..والمدرسين كل  همهم يقبضوا وبس …ونتو ما بتراقبوش حاجة يا اهالى يا كرام !!
 
يييييييييييييييه !!
 
برضو؟؟ !
 
الدنيا كلها زفت كدة !!
 
ما تزعلش كدة يا عم !
 
والله عارف ان فيه استثناءات ..لأ…وعارف ان القاعدة العريضة ما زالت باخلاق وضمير …لكن الاسثناءات السلبية هى موضوعنا !
 
امّال البنات اللى مطلعوش من البلية وقاعدين فى المنتزهات العامة ومحطات المترو دول بنات مين ؟؟!!
 
بنات الكورنيش …بنات مين ؟؟!
 
بنات السينمات خصوصا حفلات 10صباحا بنات مين ؟؟!!!!!!!!
 
“انا خارجة مع اصحابى ” !
مين اصحابها ياحاج ؟؟!!
عارفهم؟!…..كلمتهم ؟!….عارف اهاليهم والبيئات اللى طالعين منها ايه.؟!
 
انت يا حضرة الاب….ويا حضرة الام
 
مبسوط وبنتك زى الفرقع لوز…كل يوم تخرج …بمليون حجة وذريعة …مرة بشترى طرحة مع رشا…ومرة بادى مع لمياء ….ومرة بتشمّ هوا مع هناء وشيرين …ومرة رايحة لخالتو….ومرة عمتو ….ومرة هذاكر مع ريم …ومرة هقعد شوية مع طنط ام احمد جارتنا !!!!!!!!
 
ايييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟!
 
الرحمة !!
 
احمى بنتك شوية …ضلّل عليها …دارى عليها …اعتبرها كنز يجب الحفاظ عليه !
 
حافظ على مشاعرها ..قبل ما تهدرها مع حيوان معندوش اى مبادىء !!
 
حافظ على اخلاقها ..قبل ما تشربلك سجاير مع بنت صايعة من ايّاهم ..وتصاحبلها الف واحد…وزمامها يفلت !!
 
حافظ على لسانها ..قبل ما تتعلم السفالة والبذاءة من بنات مش متربيّة !
 
حافظ على شكلها …قبل ما يعلموها تحط مكياج اشبه بالبلياتشو وتعجّز جلد وشّها بالمواد الكيماوية المدمرة الموجودة فى ادوات المكياج (المستوردة ) !!
 
قبل ما تتعلم الرقص…فى مسرح الجامعة !
 
قبل ما تتعلم الهلس ..فى السايبر مع صاحباتها !!!
 
ابوس ايديك ….حافظ على بنتك !!
 
لأن هى دى الام فى المستقبل
 
 …لو جيلنا مش نافع وراحت عليه…خلينا نزرع جيل جديد ..يبقى على ايده النهضة والنصر والفرج !
 
وطبعا انا لم اقصد من كلامى ان لا  تخرج بناتنا نهائيا …بل بالعكس …تخرج ولكن بضوابط !
ضوابط تحافظ عليها …وتحفظ لها كرامتها وهيبتها ووقارها !
 
فلتذهب الى اى مكان
اماكن العبادة
اماكن العلم
قضاء حوائجها
بعزة….ووقار…و(هالة ) تجبر الجميع على احترامها والتعامل معها باعتبارها …اخت قد خرجت …او ابنه قد ذهبت هنا أو هناك …وليس باعتبارها قنبلة الاثارة والفتنة فى الحارة …أو الشارع…أو مدرج الجامعة …أو مكان العمل !
 
وآه لو علمت النساء (المثيرات ) ما يقوله الرجال عليهن فى ظهرهن …آه
لعضت كل واحدة منهن اصابع الندم على (الصورة ) التى انطبعت فى اذهان الناس عنها !!
 
وفى التوجيه النبوى الشريف ..درس هام للجميع
 
عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال:

- “قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: “املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك”. حديث حسن.
 
وليسعك بيتك !
 
كم تذكرت هذا الحديث خصوصا فى ايام الاجازات العامة!..وأيضا فى ايام مباريات كرة القدم الكبرى – محلية او عالمية – تجد الشوارع وكأن اهلها انتقلوا فجأة الى كوكب المريخ !!
مع سهولة تامة فى قطع اى مسافة بالسيارة مهما بلغ عدد الكيلومترات !!
وساعتئذ ..كثيرا ما تساءلت….يا الله …كم هى سهلة الحياة لو فقط لم يخرج الناس من البيوت الا بسبب !
وليس هذا التنطيط المريض دون هدف بالساعات من شارع لشارع لمجرد كسر الملل !
وليمش الجميع ماشائوا ..فوالله لن يملأ خواء الروح الا ما يرضى الله ..وليس الجلوس فى الطرقات ..ولا التسكع على نواصى المحلات ..والمشى هكذا …بدون هدف !!
 
وليتذكر الفرقع لوزات – والذكور ايضا …عشان محدش يزعل
 
هذه الآيات الكريمات
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) سورة الفرقان
 
 
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) سورة الملك

الاثنين، 9 مايو 2011

لهذا ....أسلموا !!

جاء في تاريخ الواقدي أن (المُقَوْقِسَ) عظيم القِبط في مِصر، زوّج بنتَه (أرمانوسة) من (قسطنطين بن هِرَقْل) وجهزها بأموالها حَشَما لتسيرَ إليه، حتى يَبْنيَ عليها في مدينة قَيْسَارِيَة بفلسطين; فخرجت إلى بُلْبَيْسَ (مدينة بمحافظة الشرقية) وأقامتْ بها... وجاء عَمْرو بن العاص إلى بلبيس فحاصرها حِصَاراً شديداً، وقاتلَ مَن بها، وقتل منهم زُهاء ألفِ فارس، وانهزم مَن بقي إلى المقوقس، وأخذت أرمانوسةُ وجميع مالَها، وأُخِذَ كلُ ما للقبط في بلبيس. فأحبُّ عَمرْو ملاطفةَ المقوقس، فسير إليه ابنتَه مكزَمة في جميع مالَها، (مع قَيْس بنِ أبي العاص السهْمي); فسُرّ بقدومها...

***
هذا ما أثبتَه الواقدي في روايته، ولم يكن مَعنِياَ إلا بأخبار المَغزى والفُتوح، فكان يقتصر عليها في الرواية; أما ما أغفله فهو ما نَقُصُه نحن:
كانت لأرمانوسةَ وصيفة مُوَلَّدة تُسَمَى (ماريَة)، ذاتُ جمال يوناني أتمَته مصرُ ومَسَحَتْه بسحرها، فزاد جمالُها على أن يكون مصرياً، ونَقَصَ الجمالُ اليوناني أن يكُونَه; فهو أجملُ منهما، ولمصرَ طبيعة خاصة في الحسن; فهي قد تُهمِل شيئاً في جمال نسائها أو تُشَعث منه، وقد لا توفيه جُهدَ محاسنها الرائعة; ولكن متى نشاً فيها جمال ينْزعُ إلى أصل أجنبي أفرغت فيه سحرَها إفراغاَ، وأبت إلا أن تكون الغالبةَ عليه، وجعلتهُ آيتَها في المقابلةِ بينه في طابَعِه المصري، وبين أصله في طبيعة أرضه كائنة ما كانت; تغارُ على سحرها أن يكون إلا الأعلى.
وكانت ماريةُ هذه مسيحيةً قويةَ الدين والعقل، اتخذها المقوقسُ كنيسة حيةَ لابنته، وهو كان والياً وبَطْرِيَرْكاً على مصر من قِبَلِ هِرَقْل; وكان من عجائب صُنْع اللّه أن الفتحَ الإسلاميّ جاء في عهده، فجعل اللهُ قلبَ هذا الرجل مِفتاحَ القُفْل القبطي، فلم تكن أبوابُهم تُدافِعُ إلا بمِقدار ما تُدفعَ، تُقاتل شيئاً من قتال غيرِ كبير، أما الأبوابُ الروميةُ فبقيتْ مستَغلِقةً حصينةً لا تُذْعِنُ إلا للتحطيم، ووراءها نحوُ مائة ألفِ رومي يقاتلون المعجزةَ الإسلاميةَ التي جاءتهم من بلاد العرب أوّلَ ما جاءت في أربعة آلاف رجل، ثم لم يزيدوا آخِرَ ما زادوا على اثني عشر ألفاً. كان الروم مائة ألف مُقاتل بأسلحتهم- ولم تكن المدافع معروفة- ولكن رُوح الإسلام جعلت الجيش العربيّ كأنه اثنا عشر ألفَ مِدْفع بقنابلها، لا يقاتِلون بقوّة الإنسان، بل بقوّة الروح الدينية التي جعلها الإسلامُ مادة منفجرةَ تُشْبه الدينامِيتَ قبل أن يُعرفَ الدينامِيت!
ولما نزل عمرو بجيشِه على بُلبيس جَزِعتْ مارية جزَعاَ شديداً; إذ كان الروم قد أرجفوا أن هوّلاء العربَ قوم جياع يَنْفضهُم الجدْبُ على البلاد نَفضَ الرمالِ على الأعين في الريح العاصف; وأنهم جَراد إنساني لا يغزو إلا لِبَطْنِه; وأنهم غِلاظُ الأكباد كالإبل التي يمتطونها; وأن النساء عندهم كالدواب يُرْتَبَطْن على خَسْف; وأنهم لا عهدَ لهم ولا وفاء، ثَقُلت مطامعُهم وخَفت أمانتُهم; وأن قائدَهم عَمْرَو بن العاص كان جزاراً في الجاهلية، فما تَدَعُه روحُ الجزار ولا طبيعتُه; وقد جاء بأربعة آلاف سالخ من أخلاط الناسِ وشُذاذِهم، لا أربعةِ أَلاف مقاتل من جيش له نظامُ الجيش
!!
وتوهَّمتْ ماريةُ أوهامَها، وكانتْ شاعرةَ قد درست هي وأرمانوسةُ أدبَ يونانَ وفلسفتَهم، وكان لها خيال مشبوبٌ متوقد يُشْعِرُها كلَّ عاطفة أكبرَ مما هي، ويضاعف الأشياء في نفسها، وينزعُ إلى طبيعته الموّئثة، فيبالغُ في تهويل الحزنِ خاصة، ويجعل من بعض الألفاظ وَقُوداَ على الدم...
ومن ذلك اسْتُطِيرَ قلبُ مارية وأفزعتها الوساس، فجعلت تَنْدُبُ نفسَها، وصنعت في ذلك شعراَ هذه ترجمتُه
:
جاءك أربعةُ آلافِ جزار أيتُها الشاةُ المِسكينة!
ستذوق كلُّ شعرة منكِ ألمَ الذبح قبل أن تُذبَحي!
جاءك أربعةُ آلاف خاطف أيتها العذراء المسكينة!
ستموتين أربعة اَلاف مِيتة قبل الموت!
قَوّني يا إلهي، لأغمِدَ في صدري سِكيناَ يردّ عني الجزارين!
يا إلهي، قَوّ هذه العذراءَ، لتتزوّج الموتَ قبل أن يتزوجَها العربي
..!
***
وذهبت تتلو شِعرَها على أرمانوسةَ في صوت حزين يتوجَّع; فضحكتْ هذه وقالت: أنتِ واهمة يا مارية; أنسيتِ أن أبي قد أهدَى إلى نبيهم بنتَ (أنْصِنا) –مارية القبطية و كانت من أنصنا بالوجه القبلي-، فكانت عنده في مملكة بعضها السماء وبعضُها القلب; لقد أخبرني أبي أنه بَعَثَ بها لتكشفَ له عن حقيقة هذا الدين وحقيقةِ هذا النبي; وأنها أنفذتْ إليه دَسِيساَ يُعْلِمهُ أن هوّلاء المسلمين هم العقلُ الجديد الذي سيضع في العالم تمييزَه بين الحق والباطل، وأن نبيهم أطهرُ من السحابة في سمائها، وأنهم جميعاَ ينبعثون من حُدود دينهم وفضائلِه، لا من حدود أنفسهمِ وشهواتِها; وإذا سَلُوا السيفَ سَلُّوه بقانون، وإذا أغمدوه أغمدوه بقانون. وقالت عن النساء: لأن تخافَ المرأةُ على عفّتها من أبيها أقربُ من أن تخافَ عليها من أصحاب هذا النبي; فإنهم جميعاً في واجبات القلب وواجبات العقل، ويكاد الضميرُ الإسلاميُ في الرجل منهم- يكون حاملاً سلاحاً يَضرِبُ صاحبَه إذاً هم بمخالفته.
وقال أبي: إنهم لا يُغيِرُون على الأمم، ولا يحاربونها حربَ المُلْك; وإنما تلك طبيعةُ الحركة للشريعة الجديدة، تتقدَم في الدنيا حاملةً السلاحَ والأخلاق، قويةً في ظاهرها وباطنها، فمن وراء أسلحتِهم أخلاقُهم; وبذلك تكون أسلحتهم نفسُها ذاتَ أخلاق!
وقال أبي: إن هذا الدينَ سيندفعُ بأخلاقِه في العالَمِ اندفاعَ العُصارة الحيةِ في الشجرةِ الجرداء; طبيعة تعملُ في طبيعة; فليس يَمضي غيرُ بعيد حتى تَخضَر الدنيا وترميَ ظِلالها; وهو بذلك فوق السياسات التي تُشْبه في عملها الظاهر المُلَفقِ ما يُعَدُّ كطلاء الشجرة الميتةِ الجرداء بلون أخضر... شَتَانَ بين عمل وعمل، وإن كان لون يشبه لوناَ...
فاسترْوَحَتْ ماريةُ واطمأنت باطمئنان أرمانوسة، وقالت: فلا ضَيْرَ علينا إذا فتحوا البلد، ولايكون ما نَسْتَضِرُ به؟
قالت أرمانوسة: لا ضيرَ يا مارية، ولا يكون إلا ما نُحِب لأنفسنا; فالمسلمون ليسوا كهوّلاء العُلوج من الروم، يفهمون متاعَ الدنيا بفكرة الحِرص عليه، والحاجة إلى حلاله وحرامه، فهم القُساةُ الغِلاظُ المُستكلِبون كالبهائم; ولكنهم يفهمون متاعَ الدنيا بفكرة الاستغناء عنه والتمييز بين حلاله وحرامه، فهم الإنسانيون الرُّحماء المتعففون.
قالت مارية: وأبيك يا أرمانوسةُ، إن هذا لعجيب! فقد مات سقراط وأفلاطونُ وأرِسْطو وغيرُهم من الفلاسفة والحكماء، وما استطاعوا أن يؤّدبوا بحكمتهم وفلسفتهم إلا الكتبَ التي كتبوها...! فلم يخرِجوا للدنيا جماعةَ تامةَ الإنسانية، فضلآ عن أمة كما وصفْتِ أنتِ من أمر المسلمين; فكيف استطاع نبيُّهم أن يُخرِجَ هذه الأمةَ وهم يقولون إنه كان أميّا; أفتسْخَرُ الحقيقةُ من كبار الفلاسفةِ والحكماء وأهل السياسة والتدبير; فتدعُهم يعملون عَبَثاَ أو كالعبث، ثم تستسلم للرجل الامي الذي لم يكتُب ولم يقراً ولم يدرُس ولم يتعلم؟ قالت أرمانوسة: إن العلماء بهيئةِ السماء وأجرامِها وحساب أفلاكها، ليسوا هم الذين يَشُقون الفجر ويُطلعون الشمس; وأنا أرى أنه لا بد من أمة طبيعية بفطَرتها يكونُ عملُها في الحياة إيجادَ الأفكار العمليةِ الصحيحةِ التي يسير بها العالم، وقد درستُ المسيحَ وعملَه وزمنَه، فكان طِيلةَ عمره يحاول أن يوجِد هذه الأمة، غير اِّنه أوجدها مُصغرة في نفسه وحوارييه، وكان عملُه كالبدء في تحقيق الشيء العسير; حَسْبُه أن يُثبِتَ معنى الإمكان فيه.
وظهورُ الحقيقة من هذا الرجل الأمي هو تنبيهُ الحقيقة إلى نفسها; وبرهانها القاطعُ أنها بذلك في مظهرها الإلهي. والعجيبُ يا مارية، أن هذا النبي قد خذله قومُه وناكروه وأجمعوا على خلافِه، فكان في ذلك كالمسيح، غير أن المسيحَ انتهى عند ذلك; أما هذا فقد ثبت ثباتَ الواقع حين يقع; لا يرتدُّ ولا يتغير; وهاجرَ من بلده، فكان ذلك اْول خُطَا الحقيقةِ التي أعلنت أنها ستَمشي في الدنيا، وقد أخذتْ من يومِئذ تمشي. ولو كانت حقيقةُ المسيح قد جاءت للدنيا كلَّها لها جرتْ به كذلك، فهذا فرق آخر بينهما. والفرقُ الثالثُ أن المسيح لم يأت إلا بعبادة واحدة هي عبادةُ القلب، أما هذا الدينُ فعلمتُ من أبي أنه ثلاثُ عبادات يشُدُ بعضها بعضاً: إحداها للأعضاء، والثانيةُ للقلب، والثالثةُ للنفس; فعبادةُ الأعضاء طهارتُها واعتيادُها الضبط; وعبادةُ القلبِ طهارتُه وحبُّه الخير; وعبادةُ النفسِ طهارتُها وبذلُها في سبيل الإنسانية. وعند أبي أنهم بهذه الأخيرة سيملكون الدنيا; فلن تُقهرَ أمة عقيدتُها أن الموتَ أوسعُ الجانبين وأسعدُهما.
قالت مارية: إن هذا والله لسِر إلِهي يدل على نفسه; فمن طبيعة الإنسان ألا تنبعثَ نفسُه غيرَ مباليةٍ الحياةَ والموتَ إلا في أحوال قليلة، تكون طبيعة الإنسان فيها عمياء: كالغضب الأعمى، والحب الأعمى، والتكبُّرِ الأعمى; فإذا كانت هذه الأفةُ الإسلاميةُ كما قلتِ منبعثة هذا الانبعاث، ليس فيها إلا الشعورُ بذاتيتها العالية- فما بعد ذلك دليل على أن الدينَ هو شعورُ الإنسان بسموّ ذاتيتِه، وهذه هي نهايةُ النهاياتِ في الفلسفة والحكمة.
قالت أرمانوسة: وما بعد ذلك دليلْ على أنكِ تتهيئين أن تكوني مسلمة يا مارية!
فاستَضحَكَتَا معاَ وقالت مارية: إنما ألقيتِ كلاماَ جاريتُكِ فيه بحَسَبِه، فأنا وأنت فكرتان لا مسلمتان
***
قال الراوي: وانهزم الرومُ عن بُلبيس، وارتدُّوا إلى المقوقس في (مَتف)، وكان وحيُ أرمانوسةَ في ماريةَ مدةَ الحِصار- وهي نحو الشهر- كأنه فكر سكَنَ فكراَ وتمدد فيه; فقد مر ذلك الكلامُ بما في عقلها من حقائق النظر في الأدب والفلسفة، فصنع ما يصنعُ الموّلفُ بكتاب ينقحه، وأنشاً لها أخْيِلَةً تُجادلها وتدفعها إلى التسليم بالصحيح لأنه صحيح، والموّكد لأنه موّكَّد.
ومن طبيعة الكلام إذا أثر في النفس، أن ينتظم في مثل الحقائق الصغيرة التي تُلقَى للحفظ; فكان كلامُ أرمانوسة في عقل مارية هكذا: المسيحُ بدء وللبدء تَكمِلة، ما من ذلك بد. لا تكون خدمةُ الإنسانية إلا بذات عالية لا تبالي غيرَ سموّها. الأمةُ التي تبذل كل شيء وتستمسكُ بالحياة جُبْناً وحرصاً لا تأخذ شياً، والتي تبذل أرواحَها فقط تأخذ كل شيء.
وجعلتْ هذه الحقائقُ الإسلاميةُ وأمثالُها تُعزب هذا العقلَ اليوناني; فلما أراد عمرو بن العاص توجيهَ أرمانوسةَ إلى أبيها، وانتهى ذلك إلى ماريةَ قالت لها: لا يَجمُلُ بمن كانت مثلَكِ في شرفها وعقلها أن تكون كالأخِيذة، تَتَوَجًهُ حيث يُسارُ بها; والرأي أن تبدئي هذا القائدَ قبل أن يبدأكِ; فأرسلي إليه فأعلميه أنك راجعة إلى أبيك، واسأليه أن يُصْحِبَك بعضَ رجاله; فتكوني الآمرةَ حتى في الأسر، وتصنعي صُنْعَ بناتِ الملوك!.
قالت أرمانوسة: فلا أجد لذلك خيراً منكِ في لسانكِ ودَهائك; فاذهبي إليه من قِبَلي، وسيَصحبُك الراهبُ (شطَا)، وخُذي معك كوكبة من فرساننا
***
قالت ماريةُ وهي تقصُ على سيدتها: لقد أديتُ إليه رسالَتَكِ فقال: كيف ظنها بنا؟ قلت: ظنُّها بفعلِ رجل كريم يأمره اثنان: كرمُه، ودينُه. فقال: أبلغيها أن نبينا ص قال: اسْتَوْصُوا بالقبطِ خيراَ فإن لهم فيكم صِهْراَ وذِمة. وأعلميها أننا لسنا على غارة نُغيِرُها، بل على نفوس نُغيِّرُها. قالت: فَصِفيهِ لي يا مارية.
قالت: كان آتياً في جماعة من فرسانِه على خيولهم العِراب، كأنها شياطينُ تحمل شياطينَ من جنس آخر; فلما صار بحيث أتبيَّنُه أوّماً إليه الترجُمَانُ- وهو (وَردانُ) مولاه- فنظرتُ، فإذ هو على فرَس كُمَيْت أحَمَّ (أحمر ضارب للسواد) لم يخلُص للأسْوَدِ ولا للأحمر، طويلِ العنق مُشْرِف له ذُوّابة أعلى ناصيته كطُرَّةِ المرأة، ذيَّال يتبختر بفارسه ويُحَمْحِمُ كأنه يريد أن يتكلم، مُطهَّم...
فقطت أرمانوسة عليها وقالت: ما ساْلتكِ صفةَ جوادهِ...
قالت مارية: أما سلاحُه...
قالت: ولا سِلاحه، صِفيه كيف رأيتهِ (هو)!
قالت: رأيتُه قصيرَ القامةِ علامةَ قوة وصلابة، وافرَ الهامةِ علامةَ عقل وإرادة، أدعجَ العينين
...
فضحكتْ أرمانوسة وقالت: علامة ماذا؟...
... أبلجَ يُشْرِقُ وجهُه كأن فيه لألاء الذهب على الضوء، أيِّداً اجتمعتْ فيه القوّةُ حتى لتكاد عيناه تأمران بنظرهما أمرأ... داهيةً كتِبَ دَهاوّه على جبهته العريضة يجعل فيها معنىً يأخذ من يراه; وكلما حاولتُ أن أتفرَسَ في وجهِه رأيتُ وجهَه لا يُفسّرُه إلا تكررُ النظر إليه..
وتضرَجتْ وجنتاها، فكان ذلك حديثاَ بينها وبين عينَيْ أرمانوسة. !.
وقالت هذه: كذلك كل لذة لا يفسرها للنفس إلا تكرارُها...
فغضت ماريةُ من طَرفِها وقالت: هو واللّه ما وَصَفْت، وإني ما ملأتُ عيني منه، وقد كدتُ أنكر أنه إنسان لما اعتراني من هيبته...
قالت أرمانوسة: من هَيبته أم عَينيه الدعجاوين...؟
***
ورجعتْ بنتُ المقوقس إلى أبيها في صحبة (قَيس)، فلما كانوا في الطريق وَجَبَت الظُّهر، فنزل قيس يُصَلي بمن معه والفتاتان تنظران; فلما صاحوا: الله أكبر...! ارتعش قلبُ مارية، وسألت الراهبَ (شطا): ماذا يقولون; قال: إن هذه كلمة يدخلون بها صلاتَهم، كأنما يخاطِبون بها الزمنَ أنهم الساعةَ في وقت ليس منه ولا من دنياهم، وكأنهم يعلنون أنهم بين يدي من هو أكبر من الوجود; فإذ أعلنوا انصرافَهم عن الوقت ونزاع الوقت وشَهَواتِ الوقت، فذلك هو دخولُهم في الصلاة; كأنهم يَمْحُون الدنيا من النفس ساعةً أو بعضَ ساعة; ومَحْوُها من أنفسهم هو أرتفاعُهم بأنفسهم عليها; انظري، ألا تَرَيْنَ هذه الكلمة قد سَحَرَتهم سِحْراَ فهم لا يلتفتون في صلاتهم إلى شيء; وقد شملتهم السكينة، ورَجَعوا غَير مَن كانوا، وخشَعوا خشوع أعظم الفلاسفةِ في تأمُلِهم؟.
قالت مارية: ما أجملَ هذه الفطرةَ الفلسفية! لقد تَعِبَت الكتبُ لتجعلَ أهلَ الدنيا يستقرّون ساعةَ في سكينةِ اللّه عليهم فما أفلحتْ، وجاءت الكنيسة فهَوّلت على المُصلين بالزخارف والبخوَر والتماثيل والألوان، لتُوحِيَ إلى نفوسهم ضرباَ من الشعور بسكينة الجمال وتقديسِ المعنى الدّيني، وهي بذلك تحتال في نقلهم من جوّهم إلى جوّها; فكانت كساقي الخمر; إن لم يُعطك الخمرَ عَجَزَ عن إعطائك النشْوة. ومن ذا الذي يستطيع أن يحملَ معه كنيسة على جواد أو حمار؟
قالت أرمانوسة: نعم إن الكنيسةَ كالحديقة; هي حديقة في مكانها، وقلما تُوحي شياَ إلا في موضعها; فالكنيسةُ هي الجدرانُ الأربعة، أما هوّلاء فمعبدهم بين جهات الأرض الأربع.
قال الراهب شطا: ولكن هوّلاء المسلمين متى فُتِحَتْ عليهم الدنيا وافتتنوا بها وانغمسوا فيها - فستكون هذه الصلاةُ بعينها ليس فيها صلاة يومئذ.
قالت مارية: وهل تُفتَح عليهم الدنيا، وهل لهم قُوّاد كثيرون كعَمْرو..؟ قال: كيف لا تُفتح الدنيا على قوم لا يُحاربون الأمم بل يحاربون ما فيها من الظلم والكفر والرذيلة، وهم خارجون من الصحراء بطبيعة قوية كطبيعة الموْج في المد المرتفع; ليس في دَاخلها إلا أنفُس مندفعةٌ إلى الخارج عنها; ثم يقاتلون بهذه الطبيعة أمماَ ليس في الداخل منها إلا النفوسُ المستعدّةُ أن تهربَ إلى الداخل...!
قالت مارية: واللّه لكأننا ثلاثَتَنا على دِين عَمرو....
وانفتل قيس من الصلاة، وأقبل يترحَل، فلما حاذَى ماريةَ كان عندها كأنما سافر ورجع; وكانت ما تزال في أحلام قلبها; وكانت من الحُلم في عالَم أخَذَ يتلاشى إلا من عَمرو وما يتصل بعمرو. وفي هذه الحياةِ أحوال! ثلاث يغيب فيها الكونُ بحقائقه: فيغيبُ عن السكران، والمخبول، والنائم; وفيها حالةٌ رابعة يتلاشى فيها الكون إلا من حقيقة واحدة تتمثل في إنسان محبوب.
وقالت مارية للراهب شطا: سَلْهُ: ما أرَبُهم من هذه الحرب، وهل في سياستهم أن يكونَ القائدُ الذي يفتح بلداً حاكماَ على هذا البلد...؟ قال قيس: حَسْبُكِ أن تعلمي أن انرجل المسلم ليس إلا رجلاً عاملاً في تحقيهت كلمةِ اللّه،أما حظ نفسهِ فهو في غير هذه الدنيا.
وترجَمَ الراهبُ كلامَه هكذا: أما الفاتحُ فهو في الأكثر الحاكم المقيم، الحربُ فهي عندنا الفكرةُ وأما المُصلِحَةُ تريد أن تَضربَ في الأرض وتعمل، وليس حظّ النفس شياً يكون من الدنيا; وبهذا تكون النفسُ أكبر من غرائزها، وتنقلب معها الدنيا برُعونتها وحماقاتها وشَهَواتها كالطفل بين يديْ رجل، فيهما قوةُ ضبطِه وتصريفِه. ولو كان في عقيدتنا أن ثوابَ أعمالنا في الدنيا، لانعكس الأمر.
قالت مارية: فسَلْهُ: كيف يصنعُ (عمرو) بهذه القِلة التي معة والرومُ لا يُحصَى عَدَدُهم; فإذا أخفقَ (عمرو) فمَن عسى أن يستبدلوه منه; وهل هو أكبرُ قُوّادِهم، أو فيهم أكبرُ منه؟ قال الراوي: ولكن فَرَسَ قيس تمَطَر وأسرع في لِحَاقِ الخيل على المقذَمة كأنه يقول: لَسْنا في هذ
...
***
وفُتحتْ مصرُ صُلْحاً بين عمرو والقِبط، وولى الرومُ مُصْعِدين إلى الإسكندرية، وكانت ماريةُ في ذلك تستقرىء أخبارَ الفاتح تطوفُ منها على أطلال من شخص بعيد; وكان عمرو من نفسها كالمملكة الحصينة من فاتح لا يملكُ إلا حُبهُ أن يأخذَها; وجعلت تذوي وشَحَبَ لونُها وبدأت تنظر النظرةَ التائهة: وبان عليها أثر الروح الظمْأى; وحاطها اليأسُ بجوّه الذي يُحرق الدم; وَبَدَت مجروحةَ المعاني; إذ كان يتقاتلُ في نفسها الشعوران العَدُوّان: شعورُ أنها عاشقة، وشعورُ أنها يائسة!
ورقَّتْ لها أرمانوسة، وكانت هي أيضاَ تتعلق فتًى رومانيّاَ، فسَهِرَتا ليلةَ تُديران الرأي في رسالة تحملها ماريةُ من قبلها إلى عمرو كي تصلَ إليه، فإذا وصلتْ بلَّغت بعينيها رسالةَ نفسها... واستقرّ الأمرُ أن تكون المسألةُ عن ماريةَ القبطية وخبرها ونسلها وما يتعلَقُ بها مما يطول الإخبارُ به إذا كان السوّالُ من امرأة عن امرأة. فلما أصبَحَتا وقعَ إليها أن عمراً قد سار إلى الإسكندرية لقتال الروم، وشاع الخبر أنه لما أمر بفُسْطاطه أن يُقَوّضَ أصابوا يمامةً قد باضت في أعلاه، فأخبروه فتال: قد تَحَرَّمَتْ في جوارنا، أقِرواً الفسطاطَ حتى تطيرَ فِرَاخُها. فأقَرّوه!

***
ولم يمضِ غيرُ طويل حتى قضت ماريةُ نحبها، وحَفِظت عنها أرمانوسةُ هذا الشعر الذي أسمته: نشيد اليمامة.
على فُسطاطِ الأمير يمامة جاثمة تَحْضن بَيْضَها.
تركها الأميرُ تَصنعُ الحياة، وذهب هو يَصنعُ الموت!
هي كأسعد امرأة; تَرَى وتلمسُ أحلامَها.
إن سعادةَ المرأة أولُها وآخِرُها بعضُ حقائق صغيرة كهذا البيض.
على فسطاط الأمير يمامةْ جاثمةٌ تحضن بيضَها.
لو سُئِلَتْ عن هذا البيض لقالت: هذا كَنزي.
هي كأهنأ امرأة، مَلَكَت مِلكها من الحياةِ ولم تفتقِر.
هل أُكلف الوجودَ شياً كثيراَ إذا كلفتُهُ رجُلاً واحداً أحبه
!
**
على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها.
الشمسُ والقمرُ والنجوم، كلُها أصغرُ في عينها من هذا البيضِ.
هي كأرق امرأة; عرفت الرقَّةَ مرتين: في الحب، والولادة.
هل أُكلف الوجود شياً كثيراً إذا أردتُ أن أكون كهذه اليمامة!
***
على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها
تقول اليمامة: إن الوجودَ يحب أن يُرى بلونين في عين الأنثى
مرةً حبيباً كبيراً في رَجُلها، ومرة حبيباً صغيراَ في أولادها
كلُّ شيء خاضغ لقانونه; والأنثى لا تريد أن تخضع إلا لقانونها

***
أيتُها اليمامة، لم تعرفي الأميرَ وتركَ لكِ فسطاطَه
!!
هكذا الحظ: عدل مضاعفٌ في ناحية، وظلم مضاعف في ناحية أخرى
.
احمدي اللهَ أيتُها اليمامة، أنْ ليس عندكم لغات وأديان، عندكم فقط: الحب والطبيعةُ و الحياة
***
على فسطاط الآمير يمامة جاثمة تحضن بيضاً
, يمامة سعيدة , ستكون في التاريخ كهدهد سليمان
نـُـسب الهدهدُ الى سليمان , وستنسب اليمامة لعمرو ... واها لك ياعمرو
!!
ما ضر لو عرفت اليمامة الأخرى 
 
 
..............
القصة بقلم الأديب مصطفى صادق الرافعى (رحمه الله ) ..من كتابه الرائع ( من وحى القلم ) .

معرفش الكراهيّة ( شعر غنائي )

معرفش الكراهيّة وان عرفتها هيّا و دا موش ضعف منّي لكن طبع فيّا كراهيتي ..نسيان كل ما عدا و كان  وافضل انا انسان مايعرفش ال...