المقامة الزمالكويّة (المقامات الحجازية – 1 )
المقامة الزمالكويّة (المقامات الحجازية – 1 )
كتبهاعادل حجازى ، في 26 يونيو 2011 الساعة: 21:19 م
فى
العام التاسع والثمانين , من سنوات القرن العشرين , كان هناك شابٌ يافع ,
يبحث عن دورٍ نافع , فى مجتمع الطلبة المائج , مثل محيطٍ عال ٍ هائج , ولم
يكن لإخوته حديث , سوى عن داء الكرة الخبيث , أهلى زمالك أهلى زمالك , وهو
كمن يلمس سلكا شائك , يقف كالأطرش فى الزفة , والناس به مُسْتَخِفّة , فقرر
أن يختار , ولا يبق بعد اليوم حمار , فشاهد المباريات , وقرأ التحليلات
والمقالات , وذاكر الأمر كما يذاكر دروسه , وأكل المسألة أكلا كلقمة بين
ضروسه , وكان هناك فى ذلك الوقت , لاعبا بين الحب والمقت , يعشقه
الزمالكوية , ويسبّه الأهلوية , هو كابتن مصر فى كأس العالم 90, الكأس
الوحيد المسكين , جمال عبد الحميد , لاعبٌ مثل الحديد , وكانت اهدافه
رصاصات تُطْلَقْ من رأسه , فتدك الخصوم كفلاح يمزّق الأرض بفأسه , فصار
الشاب اليافع , مجنونا ذو ألف دافع , يعشق الزمالك كمن يحب ليلاه , ويكره
الهزيمة كما يكره مَنْ عاداه , ومضت الأيّام ضاحكة , والأحزان هالكة ,
بطولات تتوالى , وآهات إعجابٍ تتعالى , ثم اعتزال الكابتن مرغما فى العام
الثالث والتسعين , فجاءت سبع عجاف لآخر العقد اللعين , وما زال الفتى على
وفائه , رافضا تغيير انتمائه , رغم صدمته حين عرف المعلومة , أن جمال ضحية
مظلومة , لنادى القرن العظيم , الذى كان موطن لاعبنا الكريم , لمدة ثمانية
أعوام , انتهت بطرده إلى الشارع مع العَوَام , لشكٍ فى إصابة فادحة مزمنة ,
وأخلاق سيئة مدمنة , وجاءت الألفية , بمفاجأة مدويّة , التوأم حسن , ووعدٍ
بنهاية الحَزَن , وانهمرت البطولات , وتمزّقت الشبكات , رغم مباراة فاحشة ,
كانت نتيجتها جاحشة , ستة أهداف ماحقة , وعشرون ضائعة لاحقة , وهدف
زمالكاوى يتيم , وكان الله بالسر عليم , لكن وقف من جديد , ككتلة من حديد ,
حتى أنه حقق بطولة افريقيا , بعد ان كان من آثار فينيقيا , أحجار صماء ,
ونقوش بكماء , وبعد أربع رائعة , جاءت السبعة الصائعة , ولم يشم الزمالك
طعم الفوز , وكان كمن يعدو على الموز , راح مدرب جاء مدرب , لاعب مشرق لاعب
مغرب , وكل بطولة ٍ كانت تهرب , فرار الكلب ِ من الأجرب , مجلس جاء ومجلس
راح , هذا مهذبٌ وهذا شرشاح , ولا شىءَ جديد ُ يا صاح , والاعلام ظلام دامس
, على صدر الحق ثقيلٌ كابس , فهل هو سحر معمول , أم هو نحسٌ مصقول , هل هو
عيب الجمهور , أم عيب الحسد المذكور , هل هو نقص فى الإخلاص , أم هو رجس
من الأرجاس , هل لو كان جمال ٌ فى الأهلى , كنت اعانى الويل بمَهْل ِ , هل
لو كان الرأس فاسدا لصّا , كنّا سنرصّ كؤوس البطولات رَصّا , هل نرتدى
اللون الأحمر , ونشترى من كل مصر اللاعب الأمهر , ونأكل اليابس والأخضر ,
ونرجم كل مَن ينقدنا , ونرفع كل مَن ينافقنا , ثم بعد أن نكتسح الجميع ,
نفرح بالوضع الوضيع , وطالما ان الزمالك صار تاجرا مفلسا , لا يملك خزينة
كويّسة , يشترى بها من سوق العبيد , الدانى والبعيد , فلنفضّها سيرة , بلا
قلوبٍ كسيرة , فالأيام قصيرة , والكرة المصرية حصيرة , والإدارات حظيرة ,
وإلاعلام ردّاحة ٌ حقيرة , والجماهير الغفيرة , مريضة فقيرة , تصرخ من
أوجاعها بالهتافات البذيئة , وترقص كالدجاجة المذبوحة الهنيئة , والمَلط
راس ..هى الألتراس , نسناس ُ بجانب نسناس , ورعاع لا يعرفون الثقافة , وهذه
آفة ما بعدها آفة , وتجد اللطخ من هؤلاء , يبكى عند الهزيمة كالنساء ,
ويرقص فرحا كالمجاذيب , بهدف طائش ٍ صدفة ً يُصيب , يتقافز قردا شمبانزى
بالساعات , ولا يصلى غير الجمعة ركعات , فى العمل الجاد نائما ممصوص الذهن
والبدن , وفى التفاهة أستاذا بلا وَهن , اللهم اهد عاشق الزمالك المسكين ,
ومعه كل المجانين , فلا زمالكوية , ولا أهلوية , بل هى إخوتى " الجاهلية ,
والله ….هى " الجاهلية " .
عادل حجازى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : المقامات الحجازية | أرسل الإدراج | دوّن الإدراج
لا يوجد تعليقات على “المقامة الزمالكويّة (المقامات الحجازية – 1 )”
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تسمع فيروز ؟!
هنا
يونيو 26th, 2011 at 26 يونيو 2011 9:44 م
واااااااااااااااء
وااااااااااااااااااااء
اهئ اهئ اهئ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه